التركيب النوعي
وله عدة مسميات اخرى منها التركيب الجنسي للسكان او الميزان الجنسي او البنية الجينية او الذكورة وهي ظاهرة بايولوجية اساساً ومن المعطيات الوراثية والجينية وتخضع لقوانين علم الحياة وان تأثرت او تعدلت بالعامل البيئي في الدرجة الثانية فقط.
ويقصد به ايضا تقسيم السكان الى ذكور واناث ومعرفة عدد الذكور والاناث في المجتمع ومدى الاختلاف فيما بينهما له اثاره في نوعية المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وعلى قوة العمل ومعدلات المواليد والوفيات والزواج والهجرة والتوزيع المهني للسكان , وتحسب هذه النسبة بالنسبة للسكان عامة وبالنسبة لكل فئة من فئات السن على حدة وعندئذ تصبح النسبة ذات دلالة واهمية خاصة , ولتركيب السكان حسب الجنس موضوعياً دورة عامة عبر مراحل العمر المختلفة إذ أنها ترتبط اساساً بفئات السن المختلفة منذ الولادة حتى الموت . بل منذ الحمل قبل الولادة ولذا فان هنالك اكثر من نسبة جنسية خلال رحلة الحياة فالنسبة الجنسية الاولى عند الحمل قبل الولادة والثانية عند الولادة نفسها والثالثة بعد ذلك في كل مراحل الحياة وبالتالي تنقسم الاخيرة الى العديد من النسب الجنسية الجزئية او النوعية الخاصة بسن معين معطاة ثم يضاف اليها في النهاية النسبة الكلية التي تضم جميع السكان الاحياء , وقد اشارت عدة دراسات مستفيضة وفي مختلف القارات في العالم انه يولد ( 105- 106 ) طفلاً ذكراً مقابل (100) أنثى.
يعبر عن التركيب النوعي للسكان بنسبة الذكور لكل (100) من الإناث, وتعرف هذه النسبة بنسبة النوع. وعندما يتساوى عدد الذكور والإناث تكون نسبة النوع ( مئة ) وإذا زاد عدد الذكور على عدد الإناث كانت النسبة أكثر من ( مئة ) في حين تقل النسبة عن ( مئة ) إذا كان الذكور دون الإناث عدداً.
ويعتبر التركيب النوعي للسكان من أهم الصفات الديموغرافية الأساسية التي تؤثر بطريق مباشرة على عدد المواليد والوفيات ووقائع الزواج. ويمكن كذلك أن تتأثر معدلات الهجرة والبنية الحرفية وكل الصفات السكانية الأخرى بالنسبة العددية بين النوعين (ذكور وإناث), فإذا انخفضت نسبة الذكور أو الإناث في سن الزواج فأن نسبة الزواج تقل وينخفض بالتالي المعدل الإجمالي للمواليد والعكس صحيح. كما أن زيادة نسبة الذكور عن الإناث في بلد معين يؤدي إلى زيادة العمال المزارعين والصناعيين، ولاسيما إذا كانت هذه الزيادة في فئة السن العاملة (15 – 64 سنة).
وفي العادة يولد (105) أو (106) طفلاً ذكراً مقابل (100) أنثى فإذا قلت النسبة عن ذلك من الأطفال حديثي الولادة لدى أي شعب فهذا يدل على ارتفاع نسبة الإجهاض أو الأطفال الذين يولدون موتى, أو قلة العناية بالمواليد الإناث. وهذا يعني أن عدد المواليد الذكور يزيد على مثلهم من الإناث حيث تدل الإحصاءات الحيوية على أن نسبة الوفيات تزداد بين الإناث حديثي الولادة عنها بين الذكور. ويقل الفرق بين النسبتين كلما تقدم العمر, إذ تبدأ نسبة النوع في التناقص بسبب ارتفاع معدلات وفيات الذكور عن الإناث. وهذه ظاهرة ديموغرافية تعرفها كل المجتمعات ويبدو أنها مرتبطة بعوامل بيولوجية تقلل من مقاومة الذكور في الأعمار المبكرة لأمراض الطفولة بالمقارنة مع الإناث. ولذا فأن الزيادة العددية المبدئية في الذكور تهبط باطراد إلى أن يزيد عدد الإناث على الذكور في الأعمار المتقدمة.
وتتأثر نسبة النوع في المجتمعات زيادةً ونقصاناً ببعض العوامل التي أهمها:
أ-الهجرة الوافدة أو المغادرة لكل من الذكور والإناث.
ب-تباين معدل الوفيات بالنسبة لكلا النوعين في الأعمار المختلفة.
ج-الأخطاء في البيانات التي يشملها التعداد مثل النقص في تسجيل عدد الإناث.
د-الحروب التي تؤدي إلى زيادة كبيرة في وفيات الذكور.
تعليقات
إرسال تعليق